أجرت الصحيفة يوم الثلاثاء 24 ديسمبر 2025 مقابلة مع علي، خبير الطيران السابق في القوات الجوية الأفغانية، الذي وصل إلى الولايات المتحدة بعد سقوط كابول عام 2021. كان علي من بين حلفاء الولايات المتحدة الذين رحّب بهم سابقًا، لكنه يواجه اليوم مستقبلًا غامضًا فيما يخص إقامته.
ويروي علي أنه في 15 أغسطس 2021، عند وصوله إلى قاعدة «وِينغ مهمة خاصة 777» في كابول، أدرك أن الأمور خرجت عن السيطرة بعد صدور أمر بوقف الضربات الجوية ضد طالبان وسقوط العاصمة بعد ساعات قليلة. وعندما مُنح خيار المغادرة على متن طائرة إخلاء أميركية أو باستخدام طائرته العسكرية الخاصة، قرر نقل طائرته «Pilatus PC–12» إلى أوزبكستان لتجنب وقوعها بيد طالبان، وانضم إلى مئات الطيارين الأفغان الذين غادروا البلاد في اليوم ذاته.
حياة جديدة في الولايات المتحدة تحت الضغوط
يعمل علي الآن كسائق في شركة أوبر في الولايات المتحدة، ويواصل تدريبه على الطيران، فيما لجأت أسرته إلى دولة مجاورة لأفغانستان، بينما بقيت خطيبته تحت حكم طالبان. ويخصص جزءًا كبيرًا من دخله لدعم أسرته وتمويل تدريبه في الطيران.
في 3 يناير 2025، حصل علي على حق اللجوء الرسمي، وكان يأمل في الحصول على البطاقة الخضراء العام المقبل، التي ستتيح له العمل كطيار تجاري قانونيًا ونقل عائلته إلى الولايات المتحدة. إلا أن هذه الآمال تلاشت بعد تغييرات مفاجئة في سياسات الهجرة التي أصدرتها إدارة ترامب.
بعد حادثة إطلاق نار على جنديين من الحرس الوطني في واشنطن، أعلنت إدارة ترامب سلسلة من الإجراءات، تضمنت تعليق مراجعة طلبات اللجوء، تعليق إصدار التأشيرات للأفغان، إعادة النظر في بطاقات الإقامة، وتعليق التأشيرات الخاصة للمواطنين الأفغان الذين تعاونوا مع القوات الأميركية.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه القرارات عطّلت المسارات القانونية لآلاف الأفغان في الولايات المتحدة وأثارت موجة من الخوف والقلق داخل المجتمع الأفغاني. وقالت جنيفر باتوتا، نائبة مديرة الخدمات القانونية في مشروع مساعدة اللاجئين الدولي، إن الأفغان يُحتجزون أحيانًا أثناء الاجتماعات الاعتيادية مع مكاتب الهجرة، ما يجعل كثيرين يتجنبون التوجه إليها خوفًا من الاعتقال.
من جانبه، أضاف شان وندايور، قديم الخدمة في البحرية الأميركية ومؤسس منظمة «Afghan Evac»، أن العديد من العائلات الأفغانية يعيشون حالة رعب، ويتجنبون الذهاب إلى الأماكن العامة مثل المتاجر والمساجد، مؤكدًا أن هذه السياسات «مبنية على الخوف والتحيز واستغلال الفرص السياسية».
في 9 ديسمبر 2024، طالبت أكثر من 130 منظمة حقوقية وإغاثية إدارة الولايات المتحدة بإلغاء السياسات التي أوقفت إجراءات استقبال اللاجئين وإصدار التأشيرات، محذرة من أن هذه القرارات تهدد مصداقية الولايات المتحدة كشريك موثوق في العالم.
أنهى علي حديثه للغارديان معبّرًا عن أكبر مخاوفه: الترحيل القسري إلى أفغانستان حيث يهدد حياته. وأعرب عن قلقه بشأن مستقبل أخته البالغة من العمر 13 عامًا، قائلاً: «تحب ركوب الدراجة الآن، لكن أخشى أن تُسلب منها هذه الحرية مثل آلاف الفتيات في أفغانستان».
وعلى الرغم من شعوره بالخذلان، أشار علي إلى التمييز بين سياسات الحكومة الأميركية وشعبها، مؤكدًا: «العديد من الأميركيين قاتلوا من أجل حريتنا وحقوقنا وساعدوا اللاجئين، ولن أنسى ذلك أبدًا».