قال السفير الباكستاني السابق لدى كابل، منصور أحمد خان، إن الرئيس الأفغاني الأسبق حامد كرزي التقى رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية الباكستانية السابق، فيض حميد، خلال الأيام التي تزامنت مع سقوط العاصمة كابل.
وأوضح أن فيض حميد زار كابل في الأيام الأولى لعودة حركة طالبان إلى السلطة.
ولم يصدر عن حامد كرزي حتى الآن أي تعليق رسمي بشأن هذا اللقاء الذي جرى في تلك الفترة الحساسة.
وأوضح منصور أحمد خان، في مقابلة مع قناة "أفغانستان إنترناشيونال" يوم الخميس، أن الوفد الباكستاني أجرى خلال زيارته إلى أفغانستان سلسلة لقاءات، شملت ملا عبد الغني برادر، وحامد كرزي، وعبد الله عبد الله، وقلب الدين حكمتيار، مشيراً إلى أن الوفد نقل خلال هذه الاجتماعات مخاوف إسلام آباد.
وأضاف أن هدف زيارة رئيس الاستخبارات الباكستانية إلى كابل، بعد أيام من سيطرة طالبان على الحكم، كان الحيلولة دون اندلاع فوضى أو حرب أهلية، إلى جانب إيصال مخاوف باكستان إلى الأطراف المعنية.
وأشار إلى أن المجتمع الدولي والشركاء الإقليميين وجيران أفغانستان كانوا آنذاك قلقين إزاء المسار الذي ستتجه إليه البلاد في المستقبل.
وبيّن منصور أحمد خان، الذي كان يشغل منصب سفير باكستان لدى كابل وقت سقوط العاصمة الأفغانية عام 2021، أن بلاده كانت تدفع باتجاه تشكيل هيكل حكم شامل في أفغانستان، وليس احتكار السلطة من قبل طالبان.
وأكد أن التصور السائد في ذلك الوقت كان أن أفغانستان ستتجه، في إطار مسار الدوحة، نحو مرحلة شاملة تنعم بالسلام والاستقرار، غير أن ذلك لم يتحقق. وأضاف: "عندما دعمت باكستان دخول طالبان إلى كابل، كان هدفنا انتقالاً سلمياً للسلطة من دون عنف، وقد شددنا أمام طالبان والمجتمع الدولي على ضرورة التوصل إلى حل سياسي للنزاع الأفغاني".
وأشار إلى أن فيض حميد طرح بوضوح، خلال لقاءاته مع قيادة طالبان، مسألة تشكيل حكومة شاملة وجامعة، لافتاً إلى أن مؤشرات ظهرت في البداية على نية طالبان المضي نحو إطار دستوري، إلا أن هذه المؤشرات لم تتحقق، وانتهى الأمر بتشكيل حكومة احتكارية.
وشدد الدبلوماسي الباكستاني السابق على أن وجود حكومة شاملة يصب في مصلحة الشعب الأفغاني، متطرقاً في جانب آخر من حديثه إلى التوتر القائم بين طالبان وباكستان، معتبراً أن إجراء مفاوضات مباشرة بين الطرفين كان من شأنه إزالة كثير من سوء الفهم. وأكد في الوقت نفسه أنه لا توجد حالياً أي محادثات مباشرة بين باكستان وإدارة طالبان.
